منذ أكثر من عشرين يوماً وأنا أطالب برحيل كولر قبل حدوث تلك المصيبة القاسية والفضيحة المدوية لكن لاحياة لمن تنادي في ظل إدارة متعالية ساهية لاهية!!! .
لست أبالغ في عنوان مقالي؛ فسياسة الأرض المحروقة هي سياسة تتبعها دولة ما في عدائها مع دولة أخرى بحيث تقوم بإحراق كل ما يمثل أهمية لدى عدوها بغرض إتلافه ومنع تلك الدولة من العودة إلى الإنتفاع به، وهذا مايفعله كولر بالضبط-عن قصد- لمن سيأتي بعده لأنه يعلم علم اليقين أن أيامه باتت معدودة في الأهلي فأبى أن يفوز ببطولة إفريقيا التي كانت قاب قوسين أو أدنى هذه المرة لنحقق الثلاثية الإفريقية المتوالية.
لكن كولر بتخبطه وفقدانه للشغف الكروي والإبداع الخططي أراد أن يواصل موسمه الصفري مع الأهلي ليخرج خالي الوفاض من كل البطولات بيده لا بأقدام لاعبي الأهلي وبفكره السقيم وتخطيطه العقيم ليدمر ماتبقى من ثقة بين لاعبي الفريق وجماهيره الوفية فيعاني بعده من سيخلفه في تدريب الأهلي لأشهر بل لسنوات طوال بعد أن حول الفريق إلى مجموعة من أشباه الموظفين وأشباح اللاعبين الغابرين!! .
فهل يعقل أن يلعب مهاجماً ضاغطاً في مباراة الذهاب وينكمش مدافعاً كالفأر المذعور في مباراة العودة؟!! ليسدل الستار على كل البطولات كاتباً نهاية محزنة لجماهير الأهلي الوفية التي أصابها الضغط والسكر في الشهور الأخيرة جراء الخروج من البطولات تباعاً وهو ماكتبته في مقالي السابق ((متلازمة كولر))
حقيقة ماحدث اليوم كارثة متوقعة ولاعجب فيها؛ لأن كولر قصد إقصاءنا وتعكير صفونا كالمعتاد لكن الجريمة الأكبر هي إصرار مجلس الخطيب على الإبقاء عليه حتى السقوط المدوي اليوم!!.
وكان الأجدر هو تقديم الشكر له منذ خروجه من الفريق البرازيلي وبعدها مبارة الزمالك في السوبر بضربات الترجيح وكذلك بعد تعادلي الفريق مع بيراميدز وضياع الدوري و جلب مدرب في تلك الأيام لإكمال البطولة بدلاً من هذا العجوز الخرفان الذي نفذ رصيده التدريبي منذ عام!! أعزائي الأهلاوية: عندما رحل العملاق جوزيه لم تتوقف بطولات الأهلي فجاء محمد يوسف وظفر بالبطولة من قلب تونس وعندما هرب رينيه فايلر في الأمتار الأخيرة من البطولة التاسعة لم تتوقف المسيرة.
حيث جاء بتسو موسيماني وأكمل البطولة ووصل للنهائي وظفر بها في نهائي القرن...حقيقة لقد تأخرنا كثيراً في تقديم الشكر للعجوز السويسري ورحيله الآن لاجدوى منه لأنه لن يقدم ولن يؤخر بعد خسارة كل البطولات على يده هو وجهازه المعاون.
والحل الآن للخروج من الصدمة سرعة إحضار سيد عبد الحفيظ للم شمل الفريق ومعالجة مانزل به من وهن وعجز وضيق كي نعلو منصات التتويج مرة ثانية وقبل هذا وذاك التعاقد مع المخضرم كيروش أو رينيه فايلر أو سرعة التعاقد مع مدير فني من أبناء الأهلي كالمخصرم محمد يوسف أو الداهية العجوز حسام البدري أو المدرب الطموح علي ماهر؛ لأن الأهلي باسادة بتلك الصورة قد فقد رصيده الإفريقي وحضوره العربي وظهيره الجماهيري فبات الوضع الفني والذهني والنفسي للفريق ينذر بفضيحة مدوية في كأس العالم للأندية بأمريكا لأن الفريق الحالي ببساطة لا طعم له مهارياً ولا لون له تكتيكياً ولارائحة له هجومياً فهل يعقل لفريق يلعب أمام خمسة و ثمانين ألف مشجع ألا يقوى على تخطي دائرة المنتصف؟!! هل يعقل عدم وجود جملة فنية واحدة طوال مباراة أمس؟!! .
هل يعقل تجميد أفشة وركن بن شرقي والشحات في ظل تلك المعاناة؟!!
فكلها قرائن تدل على عدم وجود مدرب خلف الخطوط يقود الفريق الأحمر هدا المدرب الكسيح الذي سحب أفضل مهاجميه في الوقت القاتل إمام وطاهر واستبدلهما بأكرم وبن شرقي ثم تراجع للخلف مدافعاً بثمانية لاعبين قد عاقبه الله على جهله وجبنه فأصيب مرمى فريقه بهدف قاتل بأقدام أحد مدافعيه، وكأنها لطمة قوية وصفعة عتية على وجهه وعلى سحنته الغبية!! لذا آن أوان التغيير وتقديم الشكر المرير لهذا العجوز الكسير.
فالعتاب والنقد لم يعد يجدي في شئ؛ كما يقول المثل العربي:((سبق السيف العَذل)) فالخروج المرير وقع وفضح والكارثة حلت بكل من عاند وكابر وشطح والكيل طفح والبكاء على اللبن المسكوب لن يصلح العيوب ويجبر المعطوب ويحقق المطلوب فكل المواجهات الفاصلة هذا العام كانت صفرية وتدل منذ البداية على استحالة إكمال كولر لمسيرته في القلعة الحمراء لكن مجلس إدارة الأهلي كان يتعالى ويكابر ويعاند ويصم آذانه ويغمض عيونه عن كل الانتقادات والصرخات التي صارت الآن بمثابة أنات حزينة ودموع مريرة في عيون كل مشجع وفي للأهلي العظيم.
لقد أصبح حال جماهير الأهلي المكلومة إثر الخروج المتوالي من البطولات بسهام كولر العكسية وخططه الفاشلة الانهزامية الآن يمثله قول المتنبي شاعر العربية :
رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبالِ
فصرت إذ أصابتني سهام
**تكسرت النصال على النصال
فهان فما أبالي بالرزايا.
** لأني ما انتفعت بأن أبالي
لك الله يا أهلي في تلكم الأيام العصيبة!!.
اضافة اعلان